يوجه التحالف الدولي لمواقع الضمير و من خلال آليات تتمتع بأفضل المعايير الأعضاء المعنيين بتوثيق الفظائع السابقة لحقوق الإنسان و الصراعات من أجل العدالة، و في تطبيق دروس التاريخ لتعزيز المجتمع المدني ومنع تكرار تلك الانتهاكات. و في مناطق ما بعد الصراع، تعتبر مواقع الضمير كمنظمات و أماكن موثوقة تخاطب احتياجات المجتمعات التي تمر بمرحلة انتقال من الصراع. إن السمة المميزة للتحالف، و التي تتعلق بسد الإجراءات القضائية و غير القضائية كقول الحقيقة و تخليد الذكرى، تسعى إلى تعزيز السلام العادل و المستدام في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية من خلال إشراك منظمات المجتمع المدني و الناجين و الحكومات المحلية بطريقة تشاركية و شاملة. و قد بدأ عمل التحالف في مجال العدالة الانتقالية منذ ما يقرب من عشر سنوات عندما أدرك أعضاء من بلدان ما بعد الصراع في أفريقيا و آسيا الحاجة إلى الحقيقة و العدالة و جهود المصالحة على المستوى المحلي في دعم عمليات العدالة الانتقالية. و من خلال برامج الذاكرة و تخليد الذكرى، بدأ التحالف بالاستجابة للاحتياجات المحلية من خلال سد الثغرات التي خلفتها الأطر الزمنية المحدودة و نطاق العدالة الانتقالية الرسمية و الآليات القضائية.

 

المبادرة العالمية للعدالة و الحقيقة و المصالحة (GIJTR)

إن المبادرة العالمية للعدالة و الحقيقة و المصالحة (GIJTR) – و التي تعتبر أحد برامج التحالف الرئيسية – هي اتحاد من تسع منظمات تعمل معًا كآلية جديدة للرد بطريقة متعددة التخصصات و متكاملة على احتياجات العدالة الانتقالية للمجتمعات التي وضعت فيها الحروب و الصراعات أوزارها أو تلك التي خرجت لتوها من حكم استبدادي. فالشركاء الذين تم اختيارهم من قبل التحالف بناء على التنوع الجغرافي و الخبرة الواسعة يستجيبون لاحتياجات العدالة الانتقالية بصفتهم في الاتحاد و بطريقة شاملة و متكاملة. و قد صاغ التحالف ولاية الاتحاد باعتباره ثمرة مباشرة للاحتياجات و الثغرات التي تم تحديدها من قبل المجتمعات المعنية. و قد تم إطلاع التحالف على هذه الأولويات المحلية في سياق علاقات عميقة و ثقة واسعة اكتسبناها بين الأفراد و المنظمات المحلية. و في غضون عامين على إطلاق المبادرة، أشرك التحالف و الاتحاد 15 دولة و أكثر من 240 من منظمات المجتمع المدني المحلية في بناء القدرات و وضع الأسس للمشاركة على نطاق المجتمع المحلي في كل من عمليات العدالة الانتقالية الرسمية و المجتمعية. و للاطلاع على قائمة الشركاء، انقر هـــنـــا.

و من خلال تبادل النماذج الرائدة و التأكيد على التعلم من الأقران و وضع المجتمعات المحلية في قلب مشاريعها، تبني “المبادرة” مجتمعًا للعدالة الانتقالية من السكان المحليين و الممارسين و صانعي السياسات التي تدعم القيم الأساسية للتحالف، كالكرامة و الاحترام و عدم الإقصاء و الشفافية. و من الأمثلة على برامج “المبادرة”:

 

أكاديمية العدالة الانتقالية في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا (MENA)

يقوم شركاء التحالف الدولي و بالتعاون مع خبراء العدالة الانتقالية الإقليمية “مركز الكواكبي للانتقال الديمقراطي” – KADEM – (www.kawakibi.org) ببناء قدرات الناشطين و الممارسين و الأكاديميين و الجهات الفاعلة غير التقليدية من دول مثل تونس و المغرب و اليمن و ليبيا و العراق و سوريا. و تزود “الأكاديمية” المشاركين بالتدريب و الدعم المالي و تتيح لهم الفرص لتطوير و إطلاق مشاريع الحقيقة و العدالة و المصالحة في مجتمعاتهم المحلية مع التركيز على الاحتياجات المحلية.

 

مبادرة توثيق حقوق الإنسان في جنوب السودان (HRDI)

تستخدم “المبادرة” مجموعة من أدوات العدالة الانتقالية لتعزيز القدرات على المستوى المحلي. و هي تولي اهتمامًا كبيرًا لدعم المجتمع المدني السوداني الجنوبي في تحديد كيفية محاسبة الجناة و كيفية ضمان تحقيق العدالة لضحايا الصراع و كيفية إعادة بناء ثقافة حقوق الإنسان و الديمقراطية.

 

الحقيقة و العدالة و المصالحة في سريلانكا: التصالح مع الماضي

يتناول هذا المشروع احتياجات المصالحة و المساءلة في سريلانكا، مع التركيز بشكل خاص على الأشخاص المفقودين من خلال المشاورات المحلية عالية المستوى و تقييم الاحتياجات التشاركية و ورش العمل و سلة التبرعات لتوفير المساعدة التقنية المستهدفة لحكومة سريلانكا (GSL) في سياسة العدالة الانتقالية و ممارستها. و ينخرط الشركاء في عملية بناء الثقة بين أصحاب المصلحة و شركاء المبادرة العالمية “GIJTR”، و سيستمرون بالقيام بأنشطة لتكمّل و تدعم أنشطة العدالة الانتقالية الحكومية.

 

 المبادرة السورية للناجين من التعذيب

قام شركاء المبادرة العالمية “GIJTR” بإجراء تقييم من أجل التوصل إلى فهم أفضل لاحتياجات الناجين السوريين من التعذيب و وضع إطار تعويضات لضمان بقاء احتياجات الناجين و مسالة التعويضات في طليعة المناقشات مع استمرار محادثات السلام.

 

بناء مجتمع متعلم: تبادل النماذج و الدروس المستفادة

في الوقت الذي يعكس فيه هذا المنشور – الذي تم اقتراحه كحلقة أولى في سلسلة منشورات – تركيز المبادرة العالمية “GIJTR” على التعلم و التقييم – فإنه يهدف إلى تسليط الضوء على أساليب جديدة و مبتكرة في مجال العدالة الانتقالية، و كذلك دراسة تأثير دور المبادرة العالمية في تحقيق أهداف بناء القدرات و المناصرة و تطوير البرامج التي تعتبر ذات سياقات محددة و ذات صلة بالمشاركين المستهدفين.